Success stories of Palestinian achievers from all over the world
الشاب الصادي يتخطى الحصار بابتكار يختص بالتنقيب عن المعادن

الشاب الصادي يتخطى الحصار بابتكار يختص بالتنقيب عن المعادن

02-Jul-2017

من بين حلقات الحصار الذي يشد خناقه على أهل غزة وضواحيها خرجت الإبداعات والمواهب الشبابية التي اختارت التفكير خارج الصندوق، لينبشوا عن آمالهم التي طالما حلموا بها، واكتشاف ما هو جديد يصل بهم إلى فكرة نوعية، فلدى "صلاح" ميول للاهتمام بالموارد الثمينة في قطاع غزة وفلسطين، ومع قلة الإمكانات والخبرات سعى إلى استغلال الطاقة الإبداعية الداخلية بتحويلها إلى بحث وتجربة للتنقيب عن المعادن كالذهب.

صلاح الصادي (35 عامًا) يعمل حاليًّا رئيس قسم الصناعات الهندسية في وزارة الاقتصاد الوطني، سعيًا إلى كسر الروتين والوصول إلى كل ما هو جديد بات يمزج تركيبات ومواد كيميائية ليصل إلى ما يدور في ذهنه، وتصبح له بصمة في عالم الريادة.

استمرت محاولاته مدة أسابيع طويلة آملًا في تحقيق حلمه، فلم يكل ولم يمل من البحث والتجارب إلى أن وصل إلى مبتغاه في الكشف عن أثمن المعادن كالذهب والفضة، تملكته حينها مشاعر من الفرح والسعادة.

وبين الصادي أن بفضل دراسته للماجستير وأبحاثه خلال مدة عمله توصل إلى تحقيق جزء من الابتكارات التي أنجزها، وأهمها إعادة تدوير المخلفات الكيميائية، واستخلاص المعادن الثمينة من المخلفات الكيميائية، وإذابة كل من الذهب والفضة وتحويلهما إلى محاليل مائية لها عدة استخدامات طبية وعلاجية، وأخيرًا استطاع تصميم جهازين لفحص عيار الذهب والفضة، إلى جانب العمل الذي عده الأضخم، وهو تطوير جهاز التنقيب عن المعادن الثمينة الذي لا يزال قيد التصميم.

وبين أن الحصار المفروض على قطاع غزة من سنوات عدة، وعدم وجود متخصصين بالموارد الثمينة جعلاه يلتفت خلال عمله إلى إجراء العديد من الأبحاث العلمية التي تناول فيها الاستخلاص، والإذابة، ووجد أنه يجب استغلال الطاقة الإبداعية الموجودة بداخل كل شاب بأن تتحول إلى أفعال بالبحث والتجريب والاستعانة بالمختبرات الجامعية.

وأضاف الصادي: "أهم اختراع توصلت إليه هو التحضير النانو ذهب والنانو فضة بتطوير تجارب محلية رخيصة التكاليف، مثل إنتاج محاليل بأبسط الأسعار، وتطوير أجهزة الفحص من موارد محلية الصنع تضاهي المنتجات العالمية، وجاء ذلك بالإصرار".

حماية المواطن والبيئة

ولفت إلى أنه تكمن أهمية الاختراع الذي توصل له في تسهيل عملية الفحص لعيار كل من الذهب والفضة، واستخلاص المعادن الثمينة من المخلفات الكيميائية، وتوظيف أشعة الليزر في التنقيب وفحص عيار المعادن الثمينة، إضافة إلى إذابة الذهب والفضة وتحويلهما إلى صورة سائلة.

ويجمع هذا الابتكار بين جهاز فحص الذهب كيميائيًّا، وجهاز فحص العيار يدويًّا، ونانو الذهب والفضة، وتعتمد آلية العمل على التجارب الكيميائية، وتكمن أهميته في حماية المواطن من الغش في عيار كل من الذهب والفضة، وحماية البيئة من المخلفات الكيميائية، وتطوير علاج من الذهب والفضة المنتجين بصورة سوائل لقتل وعلاج أمراض مستعصية.

ويسعى الصادي إلى التشبيك مع المؤسسات الدولية لتبني الأفكار وتطويرها، وعمل زيارات إلى المختبرات في الجامعات العالمية لطرح أبحاثه واختراعاته، وإنشاء أول مختبر متخصص في التنقيب والبحث عن المعادن الثمينة، وتطوير علاج طبي من المعادن الثمينة لعلاج الأمراض الصعبة.

ولفت إلى تسجيل براءة اختراعين له في وزارة الاقتصاد الوطني، ودعته الكويت لطرح البحث العلمي، وأمريكا للمشاركة في طرح بحثه العلمي، وكغيره من أبناء هذه المدينة المنكوبة واجهته مشكلة الحصار، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وإغلاق المعابر.

ويطمح من طريق ما توصل إليه إلى العمل على إنعاش الاقتصاد المحلي بإنشاء مركز بحثي علمي، وإنشاء أول مختبر للمعادن في فلسطين، والتشبيك مع العالم الخارجي، وتطوير جهاز التنقيب والفحص للمعادن الثمينة.

المصدر