Success stories of Palestinian achievers from all over the world
"الجديلي".. غوّاص فلسطيني بدون أقدام!

"الجديلي".. غوّاص فلسطيني بدون أقدام!

08-Aug-2017

حقق الشاب خليل الجديلي (24 عاماً) أمنيته بالغوص في أعماق البحر، متحدياً بذلك الإعاقة جراء فقده لقدميه بعد إصابته بغارة إسرائيلية خلال العدوان الواسع على قطاع غزة عام 2008.

وجسّد الشاب الجديلي الذي يقطن في مخيم البريج وسط القطاع، مقولة "لا شيء مستحيل" في مشهد أقرب للخيال بتحديه للإعاقة وغوصه بحرية مطلقة في البحر.

الجديلي الذي ينحدر من عائلة بسيطة، وجد في رياضة الغوص ضالته، بعد أن استغل رحلة علاجه في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة لتكون أولى محطات الانطلاق نحو هذا "العالم الآخر" على حد قوله لـ"الرسالة".

ويضيف صاحب البشرة القمحية " بعد إصابتي سافرت إلى إحدى الدولة الأوروبية لتركيب أطراف صناعية ومن ثم توجهت إلى دبي وبدأت أمارس حياتي بشكل طبيعي، وكان لدى الجرحى يوم مفتوح لتعليم السباحة الأمر الذي شجعني للقيام بذلك رغم خشيتي في البداية".

ورغم أن خليل لا يُجيد السباحة، إلا أن تحفيز رفقائه شكل دافعا له للمغامرة، ومع ارتدائه لبدلة الغوص ووضعه جرة الأوكسجين على ظهره انتابه شعور "لا يوصف" دفعه للإصرار على إتقان هذه الرياضة.
العديد من المحاولات إلى جانب قراءة عشرات الكتب والخضوع للدورات المكثفة التي تتحدث عن فن الغوص، أكسبت الجديلي مهارات كبيرة جعلته ينافس غيره من الغواصين الأصحاء.
 

وعن الغوص يتابع "هو ممارسة ومتعة وترفيه عن النفس، وقد رأيت أسرار المياه من الداخل، وأصبحت أهوى هذه الرياضة".

ومع عودته لغزة بعد تلك الرحلة "الشيقة" اختار خليل شريكة حياته وأنجب طفله الأول، قبل أن يُنهي دراسة البكالوريوس ويتخرج من قسم التجارة في الجامعة الإسلامية بغزة تخصص إدارة أعمال.

وبشكل شبه يومي يُجالس العشريني شاطئ البحر، وبنظرات ملؤها الحسرة يتابع الجديلي مد الأمواج وجزرها متحسرا على ماضيه في ممارسة رياضة الغوص يوميا وهو خارج القطاع؛ فقلة الإمكانيات وغياب "عدة الغوص" التي يمنع الاحتلال دخولها لغزة، بددت الإنجاز الذي وصل إليه، على حد وصفه.

وبعد تنهيدة طويلة تمنى الجديلي أن يمتلك ناديًا للغوص يُعلّم من خلاله الجرحى وحتى الأصحاء رياضة الغوص والوصول إلى الأعماق، "إلى جانب امتلاكه أدوات الغوص ودعم مهارته لتكون سنداً نفسياً ومادياً له".

وفي نهاية المطاف يبقى الشاب خليل نموذجا لآلاف الشُبان الفلسطينيين المبدعين الذين لم تمنعهم إعاقتهم من التميز وتحقيق أحلامهم بإرادتهم الصلبة.

المصدر